الأولى و الأخيرة

في ذكرى وفاتها

ست الحُسن داليدا.. لعنة الحب والجمال التي طاردتها من شبرا إلى باريس

موقع الصفحة الأولى

الاسم: يولاندا جيجليوتي وشهرتها داليدا

تاريخ الميلاد: 17 يناير 1933

تاريخ الوفاة: 3 مايو 1987

المهنة: مطربة وممثلة

 

من منا لم ليسمع داليدا فسحره صوتها وإحساسها المميز، أو وقع أسيرا لعينيها المتميزتين بالحور البسيط، مع لمسة من الحزن حتى ولو ابتسمت، ورغم أنها نشرت البهجة بين جمهورها، إلا أن حياتها صادفت العديد من المحطات البائسة وقصص الحب الحزينة، وانتهت مع أكثر النهايات المأساوية، وهي الانتحار، ويعرض موقع الصفحة الأولى محطات من حياة ست الحسن داليدا في السطور التالية.

 

داليدا بنت شبرا

ولدت يولاندا جيجليوتي الشهيرة بـ داليدا، في يوم 17 يناير 1933، في حي شبرا الشعبي المصري الشهير، مصر، لأبوين إيطاليين هاجرا من جزيرة كالابريا، ولم تعش طفولة سعيدة نتيجة عصبية والدها، الذي كان يعمل عازفا على الكمان، وقسوته في تربيتها، كما كانت والدتها أيضا تتمتع بشخصية محافظة، لتجد داليدا نفسها محاصرة برقابة صارمة فترة المراهقة، وبعد وفاة والدها عملت سكرتيرة، كما كانت تكتب على الآلة الكاتبة في إحدى شركات الأدوية كي تساعد والدتها على ظروفهما المادية الصعبة.

وتحكي داليدا عن طفولتها التي قضتها في مصر، قائلة: "ولدت في 11 شارع خمارويه في حي شبرا لأبوين إيطاليين، وكان اسمي "بولاند" وتعلمت في مدرسة الراهبات بروض الفرج حتى عمر السادسة عشرة، وكنت ألبس نظارة، وواجهت سخرية الأطفال مني، الذين كانوا يقولون "أم أربع عيون"، ولكني أجريت عملية كبيرة في عيني وألقيت النظارة إلى الأبد".

داليدا ملكة جمال مصر

وقررت داليدا الاشتراك في مسابقة ملكة جمال مصر عام 1951، وبالطبع اكتسحت المسابقة، لتلفت نظر المنتجين، والذين هرعوا إليها كي تعمل في السينما، وبالفعل ظهرت في أفلام بأدوار صغيرة، أبرزها "ارحم دموعي" من إخراج بركات و"الظلم حرام" و"سيجارة وكأس" من إخراج نيازى مصطفى، أمام سامية جمال، وكان ذلك الفيلم آخر ظهور لها قبل هجرتها إلى فرنسا عام 1954، لتعود من جديد عام 1986، حيث تعاونت مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "اليوم السادس"، وفجرت مفاجأة كبيرة وقتها بظهورها في دور فلاحة مصرية، رغم ملامحها الأوروبية.

وتعود داليدا لتروي فصولا من حياتها وحبها للغناء والفن: "كنت من صغرى أحب الغناء ودائما أغنى وذات مرة سمعني مخرج فرنسي كان صديقا لوالدى فنصحنى بالسفر إلى فرنسا لأجرب حظى، لكن والدتى رفضت وظلت تبكى لأنها كانت لا تتوافق على عملي في الفن وتخاف علي من السفر وحدى إلى باريس، ولن أنسى اليوم الذي أعددت فيه حقيبة السفر وأغلقت علي باب حجرتي حتى لا أرى دموع أمي واضطر للتراجع، وتركت البيت ونزلت إلى الشارع دون أن ألتفت للوراء، وعندما وصلت باريس عام 1955 كانت الثلوج تغطى مطار بورجين وفي رأسي هدف واحد وهو ألا أعود إلى القاهرة فاشلة في رحلتى، كنت واثقة من نفسى وفى صوتى، وبدأت العمل في كباريه اسمه "الملاءة الذهبية" مقابل 1500 فرنك حتى أستطيع دفع نفقات دروس الغناء والموسيقى التي كنت أتلقاها على يد الموسيقي رولاند برجر".

 

رحلة داليدا إلى باريس

وبدأت رحلة داليدا بباريس، وكانت البداية مع أغنية "غريب في الجنة"، وحققت نجاحا كبيرا وقتها، لتوقع بسببها 14 عقدا فنيا للغناء في فرنسا، وقالت يولاندا عما فعلته بعدما وقعت أول عقد غناء في باريس قائلة: "كان أول تصرف لى بعد كتابة العقد أن أرسلت كارت بوستال عليه قوس النصر إلى والدتى وكتبت عليه رسالة إليها بأنني أصبحت نجمة إذاعية، وظللت أغني في جميع الإذاعات الأوروبية ومحطات التليفزيون، وبيع لي أكثر من 55 مليون أسطوانة حتى فزت بجائزة الأسطوانة الذهبية عام 1962".

 

علاقات عاطفية مأساوية

وبرغم نجاحها الفني الكبير، لكن داليدا لم تكن سعيدة في حياتها العاطفية، ودخلت في علاقات فاشلة سببت لها العديد من الآلام، كما تزوجت من لوسين موريس، ولكنهما انفصلا بعد شهور قليلة، ليحاول لوسين الانتحار بعد عدة سنوات بعدما رفضت العودة إليه، وعاشت داليدا قصة حب عنيفة مع الرسام جان سوبيسكي، لينتحر أيضا بإطلاق النار على نفسه عام 1961، وبعدها بدأت علاقة مع المطرب المغمور لويجى تنكو، ولكنه فشل في الحصول على جائزة في أحد المهرجانات، ليقرر الانتحار هو الآخر عبر إطلاق النار على نفسه، وتحاول داليدا أيضا الانتحار بعده، ولكنها تفشل في إنهاء حياتها.

ثم دخلت داليدا في علاقة جديدة مع شابا اسمه لوسيو، وكان أصغر منها بـ 12 سنة، وقرر هو الاخر الانتحار، ولكنها كانت قد حملت منه، ثم تعرضت للاجهاض، لتصاب بالعقم في مأساة أخرى من مآسيها المتعددة، ويضاعف ذلك من أحساسها بالاكتئاب، وفي فترة السبعينيات دخلت في قصة حب عنيفة مع مطرب شاب اسمه مايك برانت، والغريب أنه قرر أيضا الانتحار عام 1975.

وداليدا الحاصلة على لقب ملكة جمال مصر، قدمت أكثر من 500 أغنية، بالعديد من اللغات، أبرزها الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والهولندية والتركية، وأيضا الفلامنكو، ومن أشهر أغانها التي ارتبط بها الجمهور المصري والعربي حلوة يابلدى، وسالمة ياسلامة والتي لحنها لها بليغ حمدى.

 

نهاية مأساوية لـ داليدا

ومع معاناتها المستمرة من الاكتئاب، وتوالي حوادث الانتحار على محبيها وعشاقها، قررت هي الأخرى تنفيذ محاولة جديدة لإنهاء حياتها يوم 3 مايو 1987، من خلال بلع كمية من الأقراص المنومة، ونجحت فيها لتلقى حتفها، تاركة ورائها رسالة قالت فيها: "الحياة أصبحت لا تحتمل سامحوني.. داليدا"، ولكن شقيقها، قال بعدها: "داليدا لم تكن تريد أن ترى نفسها عجوزا كبيرة في السن، ولذلك قررت إنهاء حياتها"، ليتم دفنها فى مقبرة مونمارتر الباريسية، وبعدها صنعت النحاتة الفرنسية أصلان، تمثالا بالحجم الطبيعى لـ يولاندا جيجليوتي، وتم وضعه على شاهد قبرها.

تم نسخ الرابط