الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

الكلام كان ومازال عن الحرب وليس عن السلام، رغم أننا في الشرق الأوسط العربي والمشرق والمغرب الإسلامي أكثر شعوب الأرض استخداماً لكلمة السلام، ونحن أيضا أكثر شعوب الأرض معاناة من الحروب فعلياً وبشكلٍ شبه مستمر عشرات السنين، أجيال كثيرة انقضت حياتها كلها في حروب، وأكثر الحروب فُرضت علينا ولم يكن لنا منها مفر، وكتير منها لا كان لنا فيها ناقة ولا جمل.

وبغض النظر عن أسباب أي حرب قررناها أو فُرضت علينا، تجد الشعوب تقدمت فداءً للوطن، تجود بالأرواح وبالسلاح وتبدع في الكفاح. كل شعوبنا تدافع وتدفع بالغالي والنفيس فدا الوطن، لسنا بحاجة ولا غير مفيد في شيء أن نزايد على بعض بدماء الأبرياء من أجل مجد الأحياء.

مرة أخرى الحديث مستمر ومضطر إليه هذه المرة لأن لي أحبة فلسطينيين لهم بقلبي مكانة "ما أقدرش على زعلهم من كلامي" ويعرفون أنني مثل ملايين المصريين والعرب عشت وسأبقى إلى أن يشاء الله مؤمن بفلسطين العربية الحرة وواثق بإذن الله في إرادة شعبها التي لا تلين.

 في حديث سابق لي أدليت برأيي، قلت إننا نسمع ونشاهد ونقرأ كثير عن حماس وقليل عن فلسطين وأن القضية الفلسطينية قضية وطنية في المقام الأول ويجب أن تكون المقاومة وطنية جامعة لكل الفلسطينيين، وقلت إن أسلمة المقاومة أو اختصارها في المقاومة الدينية ليس في صالح قضية فلسطين ولن يكون. وقلت  إن إسرائيل يجب ألا تخرج منتصرة من حرب غزة إذا أردنا محاكمتها على جرائم الحرب التي ارتكبها جيشها وعلى جرائمها ضد الإنسانية، لأن التاريخ لم يعرف محاكمة المنتصر على جرائم حرب مهما كانت الجرائم التي ارتكبها، فالمنتصرون لا يكتبون التاريخ فقط، هم أيضا يحكمون ولا يُحاكمون.

الضربة التى أوجعت إسرائيل

فلا تحاول اقناعي بأن الشهداء ماتوا مبتسمين، تلك الابتسامة نابعة من قلبك أنت لأنك لم تمت، لم يخلقنا الله لنكره الحياة ونحب الموت، أكيد كل الشهداء كانوا يحبون الحياة ودافعوا عنها بحياتهم، ولا أحد في غزة، طفل، شاب، امرأة، رجل، شيخ، أي إنسان أو أي مخلوق سواء حيوان أو زرع كان ينبض بالحياة وقتل ومات مبتسما، لا يحاول أحد أن يجمل الموت لتمجيد الأحياء.

قلنا إن حماس قامت بعملية عسكرية ناجحة يوم 7 أكتوبر 2023، وإن الضربة أوجعت إسرائيل وفضحتها فأعلنتها حرب، وشتان بين تبني عملية وبين إعلان الحرب، ومن يومها لليوم ولحد ما ربنا يكتب نهايتها الحرب تمارسها إسرائيل على قطاع غزة كرد فعل على عملية يوم 7 أكتوبر التي قامت بها حماس ولم تحسب حساب رد الفعل الإسرائيلي وهذا خطأ استراتيجي أو إن حماس كانت عارفة رد الفعل الإسرائيلي وتلك مأساة وكارثة وخيانة!

تم نسخ الرابط