الأولى و الأخيرة

شيخ المنشدين

النقشبندي.. معجزة العشق الإلهي 💚

الشيخ سيد النقشبندي
الشيخ سيد النقشبندي

رغم رحلة الشيخ سيد النقشبندي القصيرة مع الحياة، والتي لم تتجاوز الـ 55 عاما، إلا أنه ترك أثرا عميقا في نفوس كل من سمع صوته العذب في ابتهالاته وأناشيده، والتي ارتبطت بشهر رمضان، وخاصة مع إذاعته قبل الإفطار مباشرة، متبوعة بتلاوة القرآن الكريم للشيخ محمد رفعت.

أصل اسم النقشبندي

ويعود أصل اسم النقشبندي، إلى مقطع مكون من كلمتين، وهم نقش وبند، وأصلها فارسي، ومعناها ربط النقش بصورة الكمال الحقيقي في قلب المريد، والنقشبندية فرقة من الصوفية، ينتسبون إلى شيخهم محمد بهاء الدين نقشبند الذي توفى سنة 791 هجرية، أما اسم الشيخ سيد النقشبندي، فهو نسبة إلى والده، والذي كان عالما وشيخا بالطريقة النقشبندية الصوفية.

وولد الشيخ سيد محمد النقشبندى، يوم 7 يناير عام 1920، في قرية دميرة بمحافظة الدقهلية، ثم انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، بينما لم يتجاوز العاشرة من عمره، والتي حفظ فيها القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل، ثم تعلم الإنشاد الدينى فى حلقات الذكر، بين أتباع الطريقة النقشبندية، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليستقر عام 1955.

ولفت النقشبندي الأنظار في سن صغير، بصوته العذب والقوي والشجي في نفس الوقت، مع إحساسه العميق بالكلمات التي ينشدها، وأصبح له جمهوره الذي ينتظره في حفلات الإنشاد والموالد.

ودأب سيد النقشبندي على قراءة مؤلفات المنفلوطى والعقاد وطه حسين، كما حفظ أشعار الإمام البوصيري، وابن الفارض، وأحمد شوقى.

تعاون النقشبندي مع الإذاعة

وتقابل النقشبندي، مع الإذاعي الكبير أحمد فراج في مسجد الحسين، ليسجلا معا حلقات ابتهالات لبرنامج في رحاب الله، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية، وتوالت بعدها البرامج الإذاعي، وأشهرها برنامج "دعاء"، والذي كان يذاع بعد آذان المغرب، ليترك تراثا غنيا من الأناشيد والابتهالات، وأشهرها ابتهال "مولاي"، والذي يحمل قصة أبطالها النقبشندي والرئيس أنور السادات والموسيقار بليغ حمدي.

حكاية النقشبندي مع السادات وبليغ حمدي

فقد كان الرئيس السادات من عشاق صوت النقشبندي، وتعود أثناء ذهابه إلى مسقط رأسه في قرية ميت أبو الكوم، أن يرسل إلى النقشبندي، لينشد ابتهالاته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي احتفال السادات بخطبة ابنته، حدث اللقاء الأول بين النقشبندي وبليغ حمدي عام 1972، حيث حضر كلاهما الحفل، ووقتها أشار السادات إلى الإذاعي الكبير وجدي الحكيم، وقال: "افتحوا الإذاعة أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ"، ووقتها وافق النقشبندي على مضض حرجا من السادات، لأنه كان يرى أن الابتهالات تمثل حالة إيمانية لا يمكن إنشادها على ألحان بليغ حمدي الراقصة.

ويروي وجدي الحكيم قصة بدء التعاون بين النقشبندي وحمدي، وقال إنه أقنع الشيخ سيد بالاستماع لألحان بليغ، وبعدها بأيام حضر النقشبندي إلى مبنى الإذاعة، بصحبة الحكيم،

واتفق النقشبندي والحكيم على إشارة، تتمثل في رفع العمامة إذا قبول الشيخ بلحن بليغ، وبالفعل، استمع إلى الألحان، والتي أثارت إعجابه بشدة، لدرجة أنه خلع عمامته قائلا: "يا وجدي بليغ دا جن".

لتبدأ بعدها رحلة من التعاون بين النقشبندي وبليغ، نتج عنه العديد من الروائع والتي أصبحت علامات في تاريخ الابتهال والإنشاد الديني، بداية من ابتهال "مولاي" الأشهر، والذي اختار كلماته بليغ حمدي بالاتفاق مع الشاعر عبد الفتاح مصطفى، ثم تعاونا في العديد من الابتهالات، ومنها: "أشرق المعصوم، أي سلوى وعزاء، وأقول أمتى، وأنغام الروح، ورباه يامن أناجي، وربنا إنا جنودك، وأيها الساهر".

وفاة الشيخ سيد النقشبندي

وفى يوم الجمعة 13 فبراير 1976، وبينما كان النقشبندي يقرأ القرآن في صلاة الجمعة بمسجد التلفزيون، وأذن بعدها للصلاة على الهواء مباشرة، وبعد أدائه للصلاة، خرج مسرعا من المسجد على غير العادة، كما لم يرجع إلى بيته في طنطا، حيث فضل الذهاب إلى بيت أخيه في العباسية، وطلب ورقة وقلم، ودخل إلى غرفة وكتب فيها بعض الكلمات، مثلت وصيته، وطوى الورقة ووضعها في مظروف، ثم أعطاها إلى شقيقه، مشترطا عليه ألا يفتحها، ثم غادر إلى منزله في طنطا، ليتوفى في اليوم التالي، 14 فبراير 1976.

وكرم الرئيس السادات، الشيخ سيد النقشبندي عام 1979، بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه الرئيس حسنى مبارك، في الاحتفال بليلة القدر عام 1989، بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، بعد وفاته أيضا.

 

تم نسخ الرابط