الأولى و الأخيرة

مع بداية موسم الحصاد

خريطة صوامع الغلال فى 17 محافظة بمصر ورحلة تطويرها

موقع الصفحة الأولى

في منتصف شهر أبريل من كل عام يبدأ موسم حصاد القمح، وهو الموسم الذى تتجه فيه الأنظار إلي أهمية مشروع الصوامع أو مشروع خزائن الذهب المصري الذى نفذته الجمهورية الجديدة، لتأمين الغذاء للمصريين.
ونظرا لأهمية القمح كسلعة رئيسة، اهتمت الدولة بمشروع الصوامع بوصفه مشروعا قوميا، ورصدت له كافة أشكال الدعم لتطويره من خلال إنشاء الصوامع الجديدة. 
واهتمت الدولة بإنشاء صوامع حديثة في كل محافظات الجمهورية لتخزين القمح بأحدث نظم تكنولوجيا التخزين في العالم وإدارتها وفق منظومة متقدمة.
ويعد المشروع القومي للصوامع واحد من أهم خطط الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين المخزون الاستراتيجي من الغلال، والذي تضمن إنشاء نحو 50 صومعة، بسعة تخزينية تقدر بنحو 1.5 مليون طن، موزعة على 17 محافظة.
وبحسب بيانات الحكومة، تضم خريطة الصوامع مناطق؛ برقاش بالجيزة، وميت غمر وشربين بالدقهلية والقنطرة شرق شمال سيناء، وطنطا بالغربية ومنوف بالمنوفية وههيا بالشرقية ودمنهور بالبحيرة والصباحية بالإسكندرية وقنا وشرق العوينات بالوادى الجديد وبنها بالقليوبية وبنى سويف والفيوم وبهنسه والشيخ فضل.

زيادة السعة التخزينية


في عام 2022 تم زيادة السعة التخزينية لتصل إلى ما يقرب من 3.6 مليون طن، وهو ما عزز الاحتياطى الاستراتيجى للقمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم.
فقد كان عدد الصوامع في مصر لا يكفي للتخزين، فضلا عن استخدام شون ترابية تصل نسبة الهدر فيها إلى 15%، وهى الخسائر التى كانت تصل الي 4.5 مليار جنيه بحسب السعر العالمي للقمح.
كانت السعات التخزينية عام 2014 تبلغ ما يقرب من 1.2 مليون طن تخزين، بينما يبلغ استهلاكنا من القمح التمويني شهرياً 800 إلف طن قمح وهو ما يعني أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح، والذي كان يمكن تخزينه في الصوامع وقتها يكفى لمدة 5 أسابيع فقط.
تم البدء في تنفيذ المشروع عام 2015 على مساحة تقدر بنحو 20 ألف متر للصومعة الواحدة، باستخدام أحدث التقنيات، التي يتم تشغيلها من خلال غرفة تحكم تسمح بإخراج الكميات المطلوبة من الأقماح دون هدر، كما وصلت مدة تخزين القمح في الصوامع الحديثة إلى أكثر من سنة، مع الحفاظ علي درجة الرطوبة ودرجة الحرارة وفقاً للنظم الآلية المتبعة داخل الصومعة.
ووفق عملية التطوير التى اتبعتها الدولة، وصلت الطاقات التخزينية الآن ما يقرب من 3.6 مليون طن سعة تخزينية، وبلغ حاليًا الاحتياطي الاستراتيجي من القمح أكثر من 5 أشهر بالصوامع، وهو يعتبر نقلة نوعية فى هذا المجال استحق معه أن يطلق علي هذا المشروع مشروع خزائن الذهب .

نظام ميكنة الصوامع

خزائن الذهب أو صوامع الغلال الحديثة هي أكثر تطورا من الشونة التي كانت مخزن مؤقت، والصومعة عبارة عن مبنى مجهز لتخزين الحبوب وتحميلها وتفريغها، وتوجد الصوامع عادة في المزارع والطواحين ومحطات السكة الحديدية والمواني، وتخزن فيها الحبوب كالشعير والقمح.
وتتكون كل صومعة من 12 وحدة تخزين، سعة كلاً منها 5 ألاف طن وتشمل: نقرة استقبال القمح وسيور النقل ومعدات التنقية والغربلة وشفط الأتربة وفصلها عن الهواء بواسطة فلتر وتخزينها فى وحدات خاصة حفاظاً على البيئة .
ولجات الحكومة إلي نظام ميكنة الصوامع وحوكمة منظومة القمح وضبط ايقاعها، وهو ما يحدد بشكل واضح حجم الوارد والصادر والمنصرف دون تدخل من العنصر البشري القابل للخطأ وهو ما يجعل المعلومات الموجودة مستقبلاً أكثر دقة وإحكاماً.
وشملت المنظومة الرقمية عملية التخزين بدءاً من دخول السيارات المحملة بـ الأقماح حتى إتمام عملية التفريغ مروراً بالفرز والميزان بمتابعة من القائمين على غرفة التحكم إلكترونيا من مقر الشركة القابضة لمنع التلاعب.

وهو ما تم مع تحويل 72 صومعة للمنظومة الرقمية، والتي مكنت من ضبط عملية التوريد والتخزين والتحكم فيها بما لا يسمح بأى تلاعب أو هدر في الغلال.
ولمصر الريادة في تخزين الغلال وحمايتها من التلف بأساليب لم تكن معروفة للعالم منذ ما يقرب من 7 الاف عام، بل أن الأمر وصل لطريقة عمل الصوامع ذاتها بعناية فائقة تمكنهم من حماية الحبوب من عوامل الرطوبة والتلف، حتى أُطلق عليها صومعة العالم، أو خزائن الذهب المصرية.
كانت خزائن الذهب او الصوامع تبنى بقباب من الطين وأنشأ قدماء المصريين الشون الأصغر حجماً في كل مدينة لتوفير الحبوب المطلوبة في نطاقها، وجدت أيضاً أماكن تخزين للغلال في المعابد، وتمتعت مصر بمكانة كبيرة باعتبارها سلة غلال العالم التي يقصدها الجميع.

تم نسخ الرابط