الأولى و الأخيرة

والذين معه

قصة وقف عثمان بن عفان المسجل باسمه منذ 1400عاما في المدينة

موقع الصفحة الأولى

نلتقي اليوم مع ذي النورين، سيدنا عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الحيي الكريم التقي، صاحب الوقف والبئر التي اشتراها منذ أكثر من 1400 عاما، ومازالت حتى اليوم تسقي أهل المدينة المنورة وتروي زرعهم، ليبقى أجرها وثوابها مسجلا في عداد الخير باسم عثمان، والذي يعرض موقع الصفحة الأولى ملامح من حياته ضمن قصص الصحابة رضوان الله عليه في شهر رمضان 2024.

وولد عثمان بن عفان رضي الله عنه في مكة المكرمة عام 557 م، بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بست سنوات، ولقب بذي النورين، بسبب زواجه من ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم السيدة رقية والسيدة أم كلثوم.

أما عن هيئته، فكان عثمان بن عفان متوسط البنية، ليس طويلا ولا قصيرا، أسمر اللون، جميل الوجه، في رأسه صلع، رقيق البشرة، كثَّ اللحية، وكان معروف بأخلاقه وفضائله، فقد كان شديد الحياء، سخيا وكريما، طيب المعاملة ولين المعشر، كثير الإنفاق، وكان رضي الله عنه من أحسن الناس في قريش أيام الجاهلية، ّوأحبه قومه حبا شديدا بسبب أخلاقه الجميلة، وعرف عنه أنه لم يسجد لصنم أبدا في الجاهلية، كما لم يأت بفاحشة ولم يشرب الخمر أيضا.

 

إسلام عثمان بن عفان

وسيدنا عثمان بن عفان رابع من أسلم من الرجال، ودخل الإسلام على يد أبي بكر الصديق، عندما دعاه إلى الدين الحنيف، فأسلم وكان عمره وقتها في الرابعة والثلاثين، وذلك بعد أبي بكر وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة.

 

زوجات عثمان بن عفان

تزوج عثمان بن عفان ثماني مرات بعد الإسلام: وهن السيدة رقية والسيدة أم كلثوم ابنتا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما تزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس، وفاختة بنت غزوان، وأم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، ورملة بنت شيبة بن ربيعة، ونائلة بنت الفرافصة، وأم عمرو بنت جندب الأزدية، وأنجب عبد الله بن عثمان، وأمه رقية بنت النبي، وعبد الله الأصغر من فاختة بنت غزوان، وعمرو وخالد وأبان وعمر ومريم، وأمهم هي أم عمرو بنت جندب، والوليد وسعيد وأم سعد، وأمهم فاطمة بنت الوليد، وعبد الملك وأمه أم البنين بنت عيينة، وعائشة وأم أبان وأم عمرو وأمهنَّ رملة بنت شيبة، ومريم وأمها نائلة.

 

عثمان بن عفان يهاجر إلى الحبشة

عندما أذن الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة في العام الخامس للهجرة، هاجر عثمان بن عفان معهم، وكان عددهم عشرة رجال وأربع نسوة، وهم: عثمان بن عفان، وامرأته رقية بنت الرسول، وأبو حذيفة بن عتبة، وامرأته سهلة بنت سهيل، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأته أم سلمة بنت أبى أمية، وعثمان بن مظعون، وعامر بن ربيعة العنزي، وامرأته ليلى بنت أبى حثمة، وأبو سبرة بن أبى رهم، وحاطب بن عمرو، وسهيل بن بيضاء، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

وقف عثمان بن عفان وبئر رومة

وعرف عن سيدنا عثمان بن عفان انه كان شديد الثراء، وجنى أمواله من التجارة، وله العديد المواقف التي ظهر فيها انفاقه وسخائه الشديد في طاعة الله عز وجل، وكان ينفق إنفاق من لا يخاف الفقر، ومن أبرز تلك المواقف، شرائه لبئر رومة، وقصة شرائها الشهيرة، والتي تحولت إلى وقف ما زال مسجلا باسم عثمان بن عفان حتى الآن، رغم مرور أكثر من 1400 عاما.

فبعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، وجدوا أن أعذب ماء فيها ينبع من بئر رومة، ولكن ماءها لما يكن مجانيا، وكان عليهم دفع أجرا مقابل الاستفادة من ماء البئر، وهو جلب عليهم المشقة، لذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى شراء البئر والتبرع به للمسلمين، وبشر من يفعل ذلك بعين في الجنة، فاشتراه عثمان بن عفان وجعله وقفًا للمسلمين، وحتى اليوم، مازال بئر رومة يروي أهل المدينة ويسقي زرعهم، كما توجد حول بئر رومة مزرعة تسقى من مائها وسميت على اسمها، وفي عام 1372هـ استأجرت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، بئر رومة ومزرعته من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للاستفادة من مياهه.

 

بشارة النبي لعثمان بالجنة مع البلوى

روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال الرسول: افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال نبي الله فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال الرسول: افتح له وبشره بالجنة ففتحت له، فإذا هو عمر فأخبرته بما قال رسول الله فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال لي: افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان، فأخبرته بما قال نبي الله فحمد الله ثم قال: الله المستعان.

تم نسخ الرابط