الأولى و الأخيرة

بعد دخوله المرحلة النهائية

كل الخيارات مطروحة.. ما هي سيناريوهات حل أزمة سد النهضة أمام مصر؟

موقع الصفحة الأولى

تعقدت أزمة سد النهضة، بعد إعلان أديس أبابا دخول السد في المراحل النهائية، والذي سبقه إعلان القاهرة فشل المفاوضات الخاصة بالسد، بعد انتهاء الاجتماع الرابع والأخير دون تحقيق أي نتائج، لتقول بعدها وزار الري والموارد المصرية، إن المواقف الإثيوبية تسببت في انتهاء المسارات التفاوضية، ما يعني وصول الزمة إلى طريق مسدود، ليفتح الباب أمام جميع الخيارات للحفاظ على الأمن القومي والمائي المصري.

سد النهضة يدخل المراحل النهائية

وكانت اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الإثيوبي لسد النهضة، كشفت عن دخول مشروع السد مرحلته النهائية، وتأكيد وزير الخارجية دمقي مكونن، أن الإثيوبيين نقلوا السد إلى مرحلته النهائية، حيث وصلت نسبة اكتمال بناء السد إلى 94.6%.

كما تحدث وزير الخارجية الإثيوبي عن المفاوضات الثلاثية، التي تضم إثيوبيا ومصر والسودان، في الأشهر الماضية، ولكن تنجح في التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية، وادعى أن موقف بلاده يتمثل في إجراء المفاوضات على أساس المبادئ، ثم التوصل إلى اتفاق، وادعى أيضا ان أديس أبابا ستعزز جهودها للوصول إلى تكامل إقليمي وتنمية متبادلة، على حد قوله.

 

فشل مفاوضات سد النهضة

وقبل الإعلان الإثيوبي عن وصول سد النهضة إلى مرحلته النهائية، أعلنت وزارة الري والموارد المائية، رسميا فشل المفاوضات مع إثيوبيا حول السد، بعد انتهاء الاجتماع الرابع والأخير من المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، في أديس أبابا، دون تحقيق أي نتائج، وأكدت الوزارة انتهاء المسارات التفاوضية نتيجة المواقف الإثيوبية، ولكنها عادت لتقول إن القاهرة ستراقب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، مع احتفاظها بحقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي، حال تعرضه للضرر.

وبعدها، عادت الخارجية الإثيوبية، لترد على الموقف المصري، من خلال ادعائها بذل الجهد والتعاون مع مصر والسودان لحل نقاط الخلاف الرئيسية، والتوصل إلى اتفاق ودي.

مماطلة وتسويف إثيوبي

وتأتي التصريحات الإثيوبية الأخيرة حول إجراء المفاوضات على أمل التوصل إلى اتفاق، في إطار سياسة أديس أبابا المعروفة عنها في المماطلة والتسويف ومحاولة كسب الوقت، في الوقت الذي لم تلحق فيه القاهرة أي ضرر بالمصالح الإثيوبية، ودائما ما تؤكد على حقها في التنمية، ولكن دون الإضرار بحقوق دولتي المصب وهما مصر والسودان.

كما طالبت مصر مرارا وتكرارا بالتفاوض للوصول إلى حلول واضحة لكيفية التعامل مع سنوات العجز المائي والجفاف في نهر النيل.

ولذلك، فمن المستبعد أن تعود القاهرة إلى مفاوضات سد النهضة، إلا في حالة وجود نية حقيقة وتعهدات واضحة من جانب أديس أبابا بحدوث تقدم حقيقي وملموس، وإلا ستتحول المفاوضات إلى مجرد جلسات عبثية ومزيدا من تضييع الوقت.

سيناريوهات أزمة سد النهضة

أما عن السيناريوهات المحتملة في حالة استمرار التعنت الإثيوبي، فيأتي أبرزها في لجوء مصر والسودان إلى مجلس الأمن الدولي من جديد، أو حتى اللجوء إلى الاتحاد الإفريقي، أو عودة الدول الثلاث إلى المفاوضات، ولكن بشرط جدية إثيوبيا، مع احتمالية الاستجابة لمبادرات الوساطة الدولية، للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف جميعها، وهو السيناريو المطلوب بالطبع، ويتمثل السيناريو الخير والأسوأ، في استمرار الوضع الحالي كما هو مع غياب أي ضوء في نهاية النفق لتسوية الأزمة، مع استمرار اديس أبابا في كسب الوقت حتى انتهاء ملء سد النهضة.

والآن، فإن أزمة سد النهضة على طاولة القيادة السياسة، في اتخاذ القرار المناسب، كل الخيارات مطروحة للحفاظ على المن القومي والمائي المصري، في مواجهة التعنت الإثيوبي، مع تأكيد أن موقف القاهرة القانوني حول أزمة سد النهضة قوي، ولذلك يمنحها العديد من الخيارات والبدائل المشروعة طبقا للقانون الدولي، واستنادا إلى اتفاق المبادئ الموقع من قبل.

الخيار العسكري

ويبقى الخيار العسكري هو الأصعب، لعوامل عدة، أبرزها وأخطرها، أن احتمال انهيار السد، سواء بضربة عسكرية أو نشاط زلزال حتى، سيتسبب في انهيار كل السدود السودانية وغرق ملايين الأفدنة من أراضي السودان ومصر، مع نتائج كارثية على ملايين المواطنين في البلدين.

تم نسخ الرابط