الأولى و الأخيرة

الإمام بيكنباور

رجب طيب أردوغان.. «حريف» السياسة التركية

موقع الصفحة الأولى

الاسم: رجب طيب أردوغان  

تاريخ الميلاد: 26 فبراير 1954  

المؤهل: كلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة  

المهنة: رئيس تركيا  

 

منحته لعبة كرة القدم، والتي عشقها منذ طفولته، مهارات عديدة، استغلها عبر تاريخه السياسي الطويل، ليتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من مواجهة كل الأزمات التي صادفته، والتي تغلب عليها ببراعة ومرونة شديدة، بداية من سجنه عام 1998 بتهم سياسية، حتى الانقلاب العسكري الذي حاول إزاحته من السلطة عام 2016، ثم الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي فاز فيها بصعوبة عام 2023.

وأردوغان، المولود في مدينة إسطنبول، تعود جذوره إلى مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة بيالا قاسم باشا، ثم درس في ثانوية إسطنبول للأئمة والخطباء عام 1973، وحصل أيضا على ثانوية أيوب بعد اجتياز امتحانات المواد الإضافية، ثم التحق كلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة، وتخرج منها عام 1981.  

ووالدة الرئيس التركي هي السيدة تنزيلة، أما والده فهو أحمد أردوغان، والذي كان يعمل بحارا، وله أخ واحد، وهو "مصطفى" ويصغره بـ ـ4 أعوام، وأخت تصغره بـ12 عاما

وهو متزوج من أمينة أردوغان، منذ عام 1978، وأنجب منها 4 أبناء وهم أحمد براق وإسراء وسمية ونجم الدين بلال.

أردوغان عاشق كرة القدم

وعشق أردوغان لعبة كرة القدم منذ طفولته، وظل يلعبها في سنوات دراسته الإعدادية والثانوية، ثم انتقل إلى نادي "جامع ألتى" الرياضي، حيث جذب الأنظار إليه بخفة حركته وموهبته الكروية، وتلقى عرضا من النادي بالانضمام إليه مقابل ألف ليرة شهريا.

الإمام بيكنباور أردوغان

واشتهر أردوغان بين أصدقاؤه بلقب الإمام بكينباور، وأطلق عليه ذلك الاسم بسبب دراسته في مدرسة الأئمة، وأضيف عليه اسم أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بكينباور، الذي كان أردوغان يحاول تقليد طريقة لعبه.

وعندما تلقى أردوغان العديد من العروض لاحتراف كرة القدم، وكان أبرزها من نادي فناربخشة، رفض والده ذلك واعتبرها تضييعا للوقت.

ويقول الرئيس التركي عن ذلك، إن أبيه تسبب في ضياع الكثير من الفرص المشابهة، والتي تحسر عليها، بسبب طريقة لعبه الاحترافية.

ومع اهتمامه بالعمل الاجتماعي والسياسي، لفت أردوغان الأنظار بأدواره داخل الاتحاد الوطني للطلبة الأتراك والمنظمات الشبابية، وانضم إلى عضوية حزب "السلامة الوطنية" المؤسس في عام 1972 بزعامة نجم الدين أربكان، كما انضم لعضوية حزبي "الرفاه" "الفضيلة"، وهي أحزاب أسسها أربكان في مواجهة الحظر المتكرر لأحزابه.

كما تولى أردوغان رئاسة المنظمة الشبابية لحزب "السلامة الوطني" في منطقة باي أوغلو في إسطنبول، عام 1976، ووصل بعدها إلى رئاسة جناح الشباب عن محافظة إسطنبول.

كما تولى أمانة حزب "الرفاه" في إسطنبول عام 1985، ولم يتخط عمره وقتها الثلاثين سنة، ليقرر الحزب ترشيحه في الانتخابات البرلمانية في 1987 و1991، لكنه لم ينجح في المرتين.

أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول

وفي مارس 1994، فاز رجب طيب أردوغان برئاسة بلدية إسطنبول، ليبدأ بعدها صعود نجمه بشدة في السياسة التركية، بعدما حقق خلالها العديد من الإنجازات، وهو ما ساهم في ارتفاع شعبيته بين الجمهور التركي.

ولكن شعبية أردوغان، لم تحميه من الخضوع للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة عام 1998، والحكم عليه بالسجن بتهمة التحريض على الكراهية الدينية، إضافة إلى حظر الترشح للانتخابات العامة والعمل في الوظائف الحكومية.

ومثل الحكم بسجن أردوغان منعطفا جديدا في حياته السياسة وطريقة تفكيره أيضا، حيث أدرك وقتها أن الاستمرار على نهج زعيمه نجم الدين أربكان لن يفيده، فقرر الانشقاق عليه، بعد حظر حزب الفضيلة، وكان معه عدد من الأعضاء، أبرزهم عبد الله جول، وأسسوا معا حزب العدالة والتنمية عام 2001.

وروج أردوغان وقتها أن حزبه الجديد لا يشبه أيديولوجية أربكان وتياره الإسلامي، مؤكدا أن "العدالة والتنمية" يحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يحاول استفزاز الجيش التركي، الرقم الصعب في الحية السياسية.

حزب العدالة والتنمية يكتسح الانتخابات التركية

وبالفعل، فاز حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الانتخابات التشريعية التركية عام 2002، وحصل على 363 مقعدا في البرلمان، ليشكل بعدها حكومة مدعومة بأغلبية برلمانية كبيرة.

وبسبب الحكم القضائي السابق الذي منعه من العمل بالوظائف الحكومية، لم يتمكن أروغان من تشكيل الحكومة بنفسه في البداية، فتولى رئاستها عبد الله جول، حتى يوم 14 مارس 2003، ليترأس الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.

وبعدها، وفي انتخابات عام 2007 فاز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مقاعد البرلمان بنسبة 46.6% من أصوات الناخبين، كما كرر الفوز للمرة الثالثة في انتخابات 2011 بحصوله على الأغلبية بنسبة 50% من أصوات الناخبين.

انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا

ووصل أردوغان إلى كرسي الرئاسة التركية، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية مباشرة، في أغسطس 2014، محققا الفوز من الجولة الأولى، ليصبح الرئيس 12 في تاريخ تركيا.

وأعيد انتخابه رئيسا لتركيا بعد فوزه في الانتخابات بنسبة 52.59% من الأصوات في يونيو 2018.

الانقلاب العسكري التركي عام 2016

وفي تاريخه السياسي الحافل، تعرض رجب طيب أردوغان للعديد من الأزمات، والتي وصلت إلى سجنه، ولكن أخطرها كان محاولة الانقلاب العسكري عليه وعلى نظامه عام 2016.

ففي مساء 15 يوليو، أعلنت مجموعة من ضباط وجنود الجيش التركي، تنفيذهم انقلابا على نظام الرئيس أردوغان.

وخلال محاولة الانقلاب، استولى الضباط والجنود على القناة الفضائية الرسمية، وأذاعوا بيانا عن إسقاط نظام رجب طيب أردوغان، وتشكيل هيئة تتولى السلطة، مع كتابة دستور جديد.

ولكن "حريف السياسة التركية" خرج على قنوات فضائية تركية، يتحدث عن وعوده بإفشال الانقلاب العسكري، ومحاكمة منفذيه وداعميه، ودعا الشعب التركي إلى النزول للشوارع، مطالبا بحماية الديمقراطية ومواجهة خطط الانقلابيين.

ووقتها، خرج الآلاف إلى الشوارع والمطارات، وبدأت بعدها عملية اعتقال الانقلابيين، ليخرج أردوغان مخاطبا شعبه عند الفجر، ويعلن أن الحكومة تسيطر على الأمور بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، ودعا الجيش إلى الوقوف مع الشرعية، ووعد بأن "القوات المسلحة لن تحكم تركيا".

وفي مايو 2023، قرر أردوغان الترشح من جديد في الانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها بعد خوضه جولة إعادة، أمام منافسه كمال كليجدار أوغلو، وحصل أردوغان فيها على 52% من إجمالي الأصوات. 

تم نسخ الرابط