الأولى و الأخيرة

وكيل عام الجماعة يواصل فضح المنافقين

البنا أصبح أداة لتحقيق مطامع سياسية.. ويسبح بحمد من في السلطة

موقع الصفحة الأولى

عندما تقرأ مقالات أحمد السكرى وكيل عام الاخوان أو إحداها وترصد ما بداخلها من ترجمة لحقيقة حسن البنا وصهره وما عاونه .. تتعجب عن إمتدادهم بضلالهتم المتطورة عبر الزمن وكيف إنساق من لم يعترض على جرائم عبدالحكيم عابدين الاخلاقية وتستر البنا عليه خاصة وأن هذه الجرائم ارتكبت فى حق زوجات وبنات الجماعة اللاتى تمكن عابدين من الايقاع بهن سواء فى علاقات عاطفية تطورت مع بعضهن لأكثر من ذلك .. وانتهى الامر لتصفية البنا كل الرافضين لبقاء عابدين وعدم محاسبته بعد ثبوت الواقعة وتملق البنا ووعوده الكاذبة حتى ينتهى من خطة التصفية التى شملت المخلصين وعلى راسهم موسس الجماعة الحقيقى .. قطعاً التاريخ يضع بين يديك بعد 77 سنة من خلال هذه المقالات لتتأكد أن هذه الجماعة تأسست بالضلال منذ وجود حسن البنا للوصول الى السياسة والاحزاب و الرموز التى لم يحلم بمجالتساتها طوال فترة كونه مدرس وكيف اتردى عباءة الدين كالحشاشين والقراميد من أجل الغنائم الدنيوية وهى سياسة الضلال التى إمتدت حتى سحقهم الشعب المصرى فى 30 يونيو.

جريدة صوت الامة فى الاربعينيات

المقالة الاخيرة التى نشرها احمد السكرى فى جريدة صوت الامة فى اربعينيات القرن الماضى والتى كانت ضمن 8 مقالات جمعها وصدرها الكاتب والمحامى الكويتى محمد صالح السبتى  جاء نصها كالتالى  فى إستكمال تفنيد قضية  "كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان "  وكيف كان يتملق الوفد أيام كان فى الحكم والسلطان .

أخذ كثير من الإخوان يستحثوننى على أن أواصل سلسلة مقالاتى التى ضمنتها – فى إيجاز – الأدوار التى مرت بها الدعوة ، ليتبينوا بما أورده من دليل ناصع وبرهان ساطع ، كيف إنحرف الأستاذ البنا بهذه الدعوة التى خالطت شغاف قلوبنا ، وامتزجت بها دماؤنا وأرواحنا ، وأفنينا فى سبيل رفعتها زهرة أعمارنا ، وكيف خرج على هذه المبادئ السامية التى عاهدنا الله عليها ، وجمعنا الناس من مختلف الأوساط والطبقات ، وأهبنا بالشباب من مختلف المعاهد والجامعات ، للإلتفاف حول رايتها ، وكيف غرته الدنيا بمفاتينها المختلفة ، وغفل عن الدعوة ومطالبها ، فانطبق عليه وعلى من خدعهم بالإغراء قول العزيز الحكيم :

(فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ).  ومعنى (مُّبْلِسُونَ) أي يائسون من النجاة متحسرون .

نعم لما نسي الأستاذ البنا وأنصاره ما ذكروا به من مبادئ هذه الدعوة التى تتلخص فى العمل على إعادة مجد الإسلام ، والتمسك بأهدابه والتحقق بتعاليمه ، والحكم بما أنزل فى كتابه ، وحادوا عن الطريق القويم والصراط المستقيم ، فتحت عليه أبواب كل شيء ، فانزلق فى دنيا الجاه والمنصب والشركات ، وغرق فى تيار السياسة والمساومة والصفقات كما سنوضحه بالأدلة والوثائق والمستندات ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا من الصيت الزائل والمجد المزيف ، لم يبقى إلا القذيفة الأخيرة التى يرمى بها الحق من إتبع هواه ، وماهى من الظالمين ببعيد .

النحاس باشا وحسن البنا

ولقد أوضحت فى مقالاتى السابقة كيف نشأت دعوة الإخوان طاهرة مطهرة ، تهتدى إليها القلوب وترنو إليها الأبصار ، وذكرت كيف حاول الإنجليز أن يغرونا بذهبهم النضار ومالهم الوفير ، فألقيت عليهم درسا لن ينسوه ، ثم كيف تعرضنا لسخط ذوى البطش واضطهاد ذوى السلطان ، وكيف صبوا على الدعوة جام غضبهم ، من تشريد وسجن وحصار وتضييق ، وكيف حاولت حكومة الوفد ، وكيف إستحثنى وألح علي الأستاذ البنا أن نجد إلى الوفد سبيلا ، كما ذكرت كيف قابلنا رفعة النحاس باشا ، وكيف بر بوعده ألا يأخذ بالتقارير التى ترد إليه من البوليس السياسى  حتى يحقق معنا ، وكيف وصف الأستاذ البنا نفسه رفعة النحاس باشا بعد أن وفى بوعده فقال عن رفعته : ( إنه يُحاكم المسائل بروح القاضى العادل ) .

حتى إنقشعت الغشاوة ، وأمر بفك الحصار على دور الإخوان ، ومنحهم الحرية الكاملة فى نشر دعوتهم .

وسأعود اليوم إلى ذكر ماحدث بعد ذلك  على سبيل الإيجاز أيضا  لا لشيء إلا أن يتبين الناس مدى تقلب الرجل الذى يقول أنه يدعو إلى الإسلام ، ومدى تملقه للوفد ورجال الوفد وتمسحه فى أعتابهم.

أيام كان بيدهم السلطة والسلطان ، وكيف كان ينقد بعض رجال العهد الحاضر أيام كانوا بعيدين عن الحكم وكيف انقلبت الآية ، وانعكست الأحوال ، فأصبح من كان يسبح بحمدهم بالأمس أعداء ألداء ، يحاربهم قبل أن يحارب المستعمرين ويجاهدهم أشد مما يجاهد الغاصبين ، بل أصبح يتنكر لمن يقرؤهم السلام أو يقابلهم ولو بحكم الصدفة فى المجتمعات ووسائل المواصلات ، وأصبح من كان ينقدهم بالأمس أحباب اليوم ، يتخذونه أداة لمآربهم ، ولو أدى ذلك إلى فصل أصحاب الدعوة الأولين ، ورجالها المجاهدين ، ولو على حساب الوطن ومبادئ الإسلام الذى يأمر بالبر والوفاء ، وينهى عن التقلب والغدر والإستخذاء ..

بدأ الأستاذ البنا يلح علي فى إستنجاز رفعة النحاس باشا وعده ، فمطبعة الإخوان مغلقة أبوابها بالشمع الأحمر من أيام الحكومة السابقة .

والمجلات التى كان يصدرها الإخوان أو يشترونها أو يستأجرونها من أصحابها كانت تلغى الواحدة تلو الأخرى ، إذن نريد إصدار مجلة جديدة باسم الإخوان ، ونريد الإفراج عن المطبعة المتواضعة التى كنا نملكها ، فأصدر رفعة رئيس الحكومة أمره بفك الأختام عن المطبعة فأصبحت طليقة ، وأمر بالتصريح بإصار مجلة الإخوان المسلمين ...

ولكن كيف تتحمل ميزانيتنا المتواضعة 15 جنيها كتأمين .!.

إذن فلا بأس بالضمانة الشخصية ، فصدرت الرخصة بإسم ألأستاذ البنا وضمنة أحمد السكرى ، وصدر العدد الأول من السنة الأولى يوم السبت 29أغسطس 1942م مزينا صورته بصورة صحب الجلالة الملك المحبوب وانطلقت فيه أقلام مرشدالإخوان وكتاب الإخوان بعد أن طال سكوتها أمدا طويلا .

البنا يمدح الوفد 

وأذكر أننا فى إحد المناسبات التى زرنا فيها رفعة النحاس باشا لنشكره على وفائه بوعده ، وتمكينه للإخوان فى نشر دعوتهم ، ومنحهم حريتهم ، قال لنا رفعته : ( ثقوا أننى لن أتوانى فى بذل كل معونة لكم على نشر دعوتكم الإسلامية إبتغاء مرضاة الله لا أرجو من وراء ذلك مؤازرة ولا أرمى إلى إستخدامكم فى أى ناحية سياسية أو غرض حزبى ، ولكن الذى أحب أن أوصيكم به أن تحرصوا كل الحرص على المحافظة على كيانكم الدينى حتى تؤدوا رسالتكم بعيدين عن المطامع والأهواء ) !!

فشكرنا رفعته على هذه الروح الكريمة ، وأكدنا له أننا سائرون على ما عاهدنا الله عليه من تحقيق رسالتنا ونشر دعوتنا ، ولن نكون أداة فى يد أحد كائنا من كان .

وكان ألأستاذ البنا حريصا فى كل مناسبة على أن يشيد بالوفد وحكومته ، فنشرت مجلته فى عددها الصادر فى 12 سبتمبر سنة 42م  تعليقا على خطاب رفعة النحاس باشا بشأن مراعاة حرمة شهر الصوم ما يأتى :

( وجه حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا رئيس الحكومة المصرية إلى حضرات أصحاب المعالى الوزراء بشأن شهر الصوم ووجوب مراعات حرمته ، وأمر الموظفين بأن يرعوا ذلك وأن يحترموا قدسية هذا الشهر المبارك فلا ينتهكوا حرمات الإسلام ويؤذوا شعور المسلمين بالفطر علنا وأمر رفعته بأن يؤخذ المخالف بأشد العقوبة الرادعة الزاجرة ، وأنه لأمر كريم ، وقد كان له أثر طيب فى نفوس المؤمنين الصادقين ، الذين يؤلمهم ويؤذى نفوسهم ان يروا حرمة الإسلام تنتهك فى بلد إسلامى كمصر ) .

ولم يكتفى بهذه المناسبة بل عد معى إلى العدد الثالث 26 سبتمبر 42م .

لتقرأ معى ما كتب عن حكومة الوفد بمناسبة إحياء الذكريات الإسلامية ( صفحة 11)  ما نصه : ( وقد قرأنا أن الفكرة إتجهت إلى إحياء الذكريات الإسلامية فى كل مناسبة ، وتوضع الآن برامج لحصر هذه الإحتفالات ووضع ترتيباتها من الآن ، ولا شك هذا اتجاه مشكور نطلب المزيد منه والإسراع فيه ونسجله بالفخر لحكومة حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا التى أصبحت الفكرة الإسلامية تكاد تكون جزءا من سياستها الإجتماعية وقد رأينا آثار ذلك فى تشريعات صدرت وأوامر عسكرية نفذت فكان لها أحسن الأثر فى نفوس المؤمنين ) ولا يقف الأمر عند إشادته برفعة رئيس الوفد ولا بحكومة الوفد على وجه الإجمال ، بل بكل وزير من وزراء الوفد كما سيراه القارئ مفصلا .

نشر بجريدة صوت الامة بالعدد 420 بتاريخ 30/11/1947

 

 

تم نسخ الرابط