رؤوس الأفاعي في القارة السمراء
361 عملية إرهابية وسقوط 3360 ضحية بأفريقيا خلال 2023
ما زال شبح الإرهاب، هو الخطر الأكبر والتحدى الأعظم لكافة دول العالم، لاسيما وأنه يستهدف استقرار الدول وأمن مواطينيها ويهدد نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي علي حد سواء.
ولعل قارة إفريقيا هي البقعة الأكثر جذبا لرؤوس الأفاعي من قيادات وأعضاء التنظيمات الإرهابية حول العالم اليوم، هذا ما يؤكده تقرير جديد عن الأنشطة الإرهابية حول العالم، لمرصد الازهر لمكافحة التطرف، الذي أكد أن عام 2023 انتهى ولم تنته تهديدات التنظيمات الإرهابية للقارة الإفريقية؛ حيث لا تزال القارة تئن من استمرار الإرهاب والتطرف العنيف في بقع كثيرة من أراضيها.
وكشف مؤشر الإرهاب في إفريقيا لعام 2023 تراجعًا ملحوظًا لعمليات تلك التنظيمات في عدة دول، بعد موجة الانتكاسات التي منيت بها تنظيماته والضربات الموجعة التي وجهتها الحكومات الإفريقية لها، لكن في المقابل زادت وتيرة الإرهاب في بعض الدول الإفريقية الأخرى التي تشهد صراعات داخلية وأزمات اقتصادية خانقة.
361 عملية إرهابية
وكشف المرصد في التقرير أن التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تبنت 361 عملية إرهابية، تسببت في سقوط 3360 ضحية، وإصابة 913 بجراح، واختطاف 382 آخرين، فضلًا عن تشريد ونزوح آلاف الأشخاص من مناطق سكنهم.
ومن خلال إحصائية مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للعمليات الإرهابية في عام 2023، تبين أن منطقة الشرق والقرن الإفريقي جاءت في المركز الأول نتيجة لتعرضها لـ 140 عملية إرهابية، يليها منطقة الساحل والصحراء التي تعرضت لـ 121 هجومًا إرهابيًا، ثم منطقة غرب إفريقيا؛ إذ بلغ عدد العمليات فيها 60 عملية إرهابية، فيما احتلت منطقة وسط إفريقيا المركز الرابع؛ بواقع 40 عملية إرهابيًا.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 6628 قتيلًا و2576 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 2381 آخرين.
مواجهة الارهاب
ووفقًا لهذا المؤشر الذي يقيس تأثير الإرهاب حسب عدد الهجمات والضحايا، يمكن القول إن الوفيات الناجمة عن الإرهاب في السنوات الثلاث قد انخفضت بشكل ملحوظ، ورغم هذا فإن الواقع على الأرض يحتم على الدول المتأثرة – والتي قد تتأثر – بالإرهاب أن تتبنى استراتيجيات مغايرة تقودها إلى مواجهة صحيحة لهذه الكيانات الإرهابية على جميع المستويات.
من جهة أخر، خلص تقرير حديث للأمم المتحدة إلى أن الفقر إلي جانب الأفكار المتطرفة، هما الدافع الرئيسي لانضمام الأفارقة إلى الجماعات الإرهابية.
وأشار التقرير إلى أن العامل الأكثر شيوعا الذي يدفع الناس للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء ليس الدين فقط، بل الحاجة إلى العمل.
واستطلع التقرير، الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آراء آلاف الأشخاص في ثماني دول أفريقية، بما في ذلك مالي ونيجيريا والصومال، وقال 17% فقط ممن شاركوا في الاستطلاع إن الدين هو سبب الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، في حين قال 40 في المئة إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء ذلك.
كما أشار التقرير إلى أن التعليم يلعب دورا هاما أيضا، فسنة إضافية من التعليم تقلل بشكل كبير من احتمال انضمام الشخص إلى جماعة متطرفة.
دراسات إفريقية
وتشير العديد من الدراسات إلى أن القارة الإفريقية تعد من أکثر المناطق فى العالم معاناة من الإرهاب ، إذ تضم حوالى 64 منظمة وجماعة إرهابية ينتشر معظمها فى شرقها، وفى منطقة الساحل الصحراوى.
أما عن أسباب الظهور والانتشار، فقد تناولت أبحاث ودراسات أخرى التغيرات النوعية التى طرأت على ظاهرة الإرهاب بالقارة الإفريقية إضافة إلى الهيكلية التنظيمية للجماعات الإرهابية وتمرکزاتها وطبيعتها التى يغلب على معظمها الطابع العقائدى، وفى مواضع أخرى رکزت بعض الدراسات على الأليات وجهود المواجهة وکيفية إجهاض فاعليات هذه الجماعات.
وتؤكد كل الدراسات التى تناولت ظاهرة الإرهاب في افريقيا علي ضرورة المساعدة في تنمية القارة السمراء، لأن العلاقة الترابطية بين التنمية المستدامة واقرار السلم واستتباب الأمن تفترض دائما اجتثاث الارهاب کضرورة لتحقيق أهداف الاستقرار.